احذروا محبطات العمل

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله علية سلم اما بعد

قال تعالى

وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا

وحتى لا ناتى يوم القيامة فنجد ما فعلناة فى حياتنا الدنيا من خير قد اصبح هباء منثورا فنحتاج ان نعرف ما هى محبطات العمل واعلموا اخوة الاسلام ان هذا الامر من اعظم الامور التى ينشغل بها الانسان ويراقبها والا جاء يوم القيامة من اهل الخسارة والندم

وسنتكلم فى اربعة انواع من محبطات العمل تباعا

1- وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ

2- ا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ

3- المفلس الذى علية حقوق للناس

4- ترك صلاة العصر فى جماعة

ونبدء باول هذة المحبطات واخطرها واكثرها انتشارا بين الناس

وهو الشرك لقول ربنا( لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ)

والحبط فى اللغة هو مرض يصاب بة الجمل اذا اكل عشبا مسموما تراة منتفخ الجسم فتظنةسمينا و لكنه قد مرض مرض الهلاك

وقد يقول بعض الناس نحن والحمد الله غير مشركين نقول لا تعجلوا وانتظروا حتى تعرفوا ما هو الشرك

اولا صنف علماءالعقيدة الشرك الى ثلاثة انواع

1- شرك الربوبية وذلك بان يعتقد ان مع الله خالقا اخر

2- شرك العبودية ان يعبد مع الله غيرة من الانبياء او الصالحين يستغيث بهم عند الشدائد

3- شرك الصفات ان يعتقد فى احد من الخلق صفة من صفات الله كعلم الغيب مثلا او القدرة على الشفاءو ما الى ذلك

النوع الرابع وهو اخطر هذة الانواع واكثرها نتشارا لان الانسان قد يقع فية وهو لا يشعرو هو الشرك الخفى كما سماة النبى صلى الله علية وسلم

عن أبي سعيد الخدري قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتذاكر المسيح الدجال فقال : " ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال ؟ " فقلنا : بلى يا رسول الله قال : " الشرك الخفي أن يقوم الرجل فيصلي فيزيد صلاته لما يرى من نظر رجل " . رواه ابن ماجه " حسنة الالبانى

وسماة النبى صلى الله علية وسلم فى حديث اخر شرك السرائر

وعن محمود بن لبيد قال : خرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا أيها " الناس إياكم وشرك السرائر " قالوا يا رسول الله وما شرك السرائر قال : " يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته جاهدا لما يرى من نظر الناس إليه فذلك شرك السرائر "

رواه ابن خزيمة في صحيحه وحسنة الالبانى فى صحيح الترغيب والترهيب

وسماة النبى ايضا الشرك الاصغر

عن محمود بن لبيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه

ن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر الرياء يقول الله يوم القيامة إذا جزي الناس بأعمالهم : اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء .صحيح الجامع 1555

وايضا سماة النبى صلى الله علية وسلم الرياء

قال صلى الله علية سلم

" يا نعايا العرب ! يا نعايا العرب ! ثلاثا ، إن أخوف ما أخاف عليكم الرياء و الشهوة الخفية " .السلسة الصحيحة برقم 508

ومعنى الشرك الخفى ان الانسان قد يقع فية بغير ان يشعر ولا يراة الناس ومعنى شرك السرائر اى لا يطلع علية الا الله سبحانة وتعالى الذى يجازى الناس بنياتهم قبل اعمالهم يوم القيامة

ونقول ونحذر الذين يطلبون الشهرة والسمعة احذروا الشرك الخفى والعجيب ان بعض طلبة العلم اذا حصل على اجازة فى القران او فرع من فرع العلم لا تضر ولا تنفع اذا لم يخلص النية لله تراة ينشر هذا الامر ويسعى جاهدا لبعرف كل الناس انة قد حصل علىاجازةوعلى كذا او كذا وينسى حديث النبى صلى الله علية سلم

(من سمع الناس بعمله سمع الله به مسامع خلقه يوم القيامة وحقره وصغره) السلسلة الصحيحة 2566

ولله در الحسن البصرى حين قال ولقد ادركنا اقواما كان الواحد منهم يقوم الليل ولا تشعر بة امراتة ومنهم من اخذ الكثير من الفقة ولا يعلم جارةعنة شيئا

وقالوا فى السلف ولقد كان الرجل منهم يختبىء بطاعة الله كما تختبئون انتم بالمعصية

وقال عيسى علية السلام

اذا كان يوم صم احدكم فليدهن راسة ولحيتة ويمسح شفتية لئلا يرى الناس انة صائم واذا اعطى بيمينة فليخف عن شمالة واذا صلى فليرخ ستر بابة فان الله يقسم الثناء كما يقسم الارزاق

وقال نبينا الكريم صلى الله علية وسلم وهو يحدثنا عن الذين هم فى ظل عرش الله يوم القيامة

رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه

اما لماذا اخفاها لانة امن بقول الله تعالى وعمل بة ولانة لا يريد الشهرة ولا المدح

(إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا)

فاتقوا الله يا اصحاب الاجازات واسئلوا الله الاخلاص

تعريف الرياء :

وهو لغة مشتق من الرؤيا اى يحب المراءى ان يرى الناس عملة ويطلعون علية وذلك يكون لطلب الجاة والمنزلة والتقدير فى قلوب الناس

وهو نوعان

النوع الاول : الرياء الجلى اى الذى يكون هو الباعث الرئيسى للعمل كان يعلم الانسان العلم من اجل ان يقال عنة عالم او يتصدق من اجل ان يقال فية رجل خير وبر

النوع الثانى الرياء الخفى وهو الذى يجعل الانسان يزيد فى عمل الخير ومثال ذلك لو ان رجل اراد ان يتصدق بعشرة جنيهات وكانت هذة نيتة وهى خالصة لله فلما راى الناس ينظرون الية استحى ان يقال علية انة بخيل فتصدق بمائة جنية طمعا فى مدح الناس فهومراءى لان حب المدح كان الباعث لة ان يزيد من الصدقة وليس الطمع فى الاجر والثواب من عند الله

وللرياءتسع علامات نوضحها ليعرف كل انسان اين هو من الرياء

1- اظهار التعب بالبدن ليظن فية الناس كثرة الصيام ةوالصلاة

2- اظهار الحزن على امر الدين وهو بين الناس

3- اظهار الزهد والتواضع بين الناس

4- اظهار الخوف من الاخرة

5- حفظ الامور الخلافية فى الدين وطرحها ليظهر غزارة العلم

6- التفاخر بمعرفة اهل العلم واستخدام اسماءهم عند المجادلات ومثال ذلك اذا تعرض لمناقشة وكان مخطئا يسارع فيقول ان تلميذ الشيخ فلان

7- التسبيح وقراءة القران بصوت مرتفع بين الناس وكان الاولى ان يخفى الامر

8- اذا قابل الناس يريد ان يعاملوة بالتعظيم والتوقير وان تكون كلمتة مسموعة ولا ترد

9- يزيد فى عمل الخير اذامدحة احد ويكسل اذا ذمة احد

فمن كانت فية علامة من هذة العلامات فليحذر الشرك الخفى الذى يحبط العمل

قد ضرب الله مثلا للمراءى بعملة فقال( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ )

وفى النهاية ننظر الى هذا المشهد المهيب يوم القيامة والذى جعل الصحابى الجليل ابو هريرة رضى الله عنة يغشى علية

عن شفى ابن ماتع الاصبحى انة

دخل المدينة فإذا هو برجل قد اجتمع عليه الناس فقال من هذا فقالوا أبو هريرة قال فدنوت منه حتى قعدت بين يديه وهو يحدث الناس فلما سكت وخلا قلت له أنشدك بحق وبحق لما حدثتني حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم عقلته وعلمته فقال أبو هريرة أفعل لأحدثنك حديثا حدثنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عقلته وعلمته ثم نشغ أبو هريرة نشغة فمكث قليلا ثم أفاق فقال لأحدثنك حديثا حدثنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا البيت ما معنا أحد غيري وغيره ثم نشغ أبو هريرة نشغة أخرى ثم أفاق فمسح وجهه فقال لأحدثنك حديثا حدثنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا وهو في هذا البيت ما معنا أحد غيري وغيره ثم نشغ أبو هريرة نشغة أخرى ثم أفاق ومسح وجهه فقال أفعل لأحدثنك حديثا حدثنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا معه في هذا البيت ما معه أحد غيري وغيره ثم نشغ أبو هريرة نشغة شديدة ثم مال خارا على وجهه فأسندته علي طويلا ثم أفاق فقال حدثني رسول الله صلى الله ع ليه وسلم أن الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة ينزل إلى العباد ليقضي بينهم وكل أمة جاثية فأول من يدعو به رجل جمع القرآن ورجل يقتتل في سبيل الله ورجل كثير المال فيقول الله للقارئ ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي قال بلى يا رب قال فماذا عملت فيما علمت قال كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار فيقول الله له كذبت وتقول له الملائكة كذبت ويقول الله بل أردت أن يقال إن فلانا قارئ فقد قيل ذاك ويؤتى بصاحب المال فيقول الله له ألم أوسع عليك حتى لم أدعك تحتاج إلى أحد قال بلى يا رب قال فماذا عملت فيما آتيتك قال كنت أصل الرحم وأتصدق فيقول الله له كذبت وتقول له الملائكة كذبت ويقول الله تعالى بل أردت أن يقال فلان جواد فقد قيل ذاك ويؤتى بالذي قتل في سبيل الله فيقول الله له في ماذا قتلت فيقول أمرت بالجهاد في سبيلك فقاتلت حتى قتلت فيقول الله تعالى له كذبت وتقول له الملائكة كذبت ويقول الله بل أردت أن يقال فلان جريء فقد قيل ذاك ثم ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ركبتي فقال يا أبا هريرة أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة و قال الوليد أبو عثمان فأخبرني عقبة بن مسلم أن شفيا هو الذي دخل على معاوية فأخبره بهذا قال أبو عثمان وحدثني العلاء بن أبي حكيم أنه كان سيافا لمعاوية فدخل عليه رجل فأخبره بهذا عن أبي هريرة فقال معاوية قد فعل بهؤلاء هذا فكيف بمن بقي من الناس ثم بكى معاوية بكاء شديدا حتى ظننا أنه هالك وقلنا قد جاءنا هذا الرجل بشر ثم أفاق معاوية ومسح عن وجهه وقال صدق الله ورسوله ( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون )صحيح سنن الترمذى وهو عند مسلم براية اخرى بنفس المعنى

وفى هذا القدر الكفاية حتى نبتعد عن الملل والاطالة

وفى النهاية اخوة الاسلام احذركم ونفسى من الشرك الخفى فقد يتعب الانسان ويجتهدويسهر الليل ولكن بغيرنيةخالصة لله فياتي يوم القيامةو قد حبط عملة

واقول لكل اخوانى العاملين فى هذى الصرح الاسلامى اخلصوا النية لله حتى لا ناتى يوم القيامة فيقول الله لنا

(اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء)

واكرر قول معاوية رضى الله عنة

قد فعل بهؤلاء هذا فكيف بمن بقي من الناس

والله الموفق الى سواء السبيل

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]