url=http://www.malware-site.www/][img]httالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]نستكمل معاً الكتاب الأول فى علم التوحيد
الباب الأول
الفصل الثاني:
تاريخ عقيدة التوحيد
المبحث الأول:
تاريخ عقيدة التوحيد ومتى طرأ الانحراف عنها!!
عقيدة التوحيد هي الدين الحنيف،والدين القيم،
دين الفطرة التي فطر الله الناس عليها،
فهي موجودة مع وجود هذا الإنسان كما ثبت بالدليل القطعي وهو القرآن
الذي هو أوثق مصدر للتاريخ.
قال تعالى:
{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ
ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}
[الروم:30].
فآدم عليه السلام،قد فطره الله على العقيدة السليمة،وعلمه ما لم يعلم من أمور الدين،
فكان موحدا لله –تعالى- التوحيد الخالص،معتقداً لله ما يجب له- تعالى-من التعظيم والطاعة والرجاء والخشية،وقد اصطفاه الله من عباده المخلصين،
قال الله– تعالى-:
{إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ}
[آل عمران:33].
وقد شرفه الله –تعالى- بذلك، وأسجد له الملائكة،
قال –تعالى-:
{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ}
[البقرة:34].
وقد أخذ الله –تعالى- على بني آدم العهد والميثاق أنه ربهم،وأشهدهم على أنفسهم
في أصل خلقهم من أصلابهم،
فقال تعالى-:
{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ
بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا
أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ}
[الأعراف:172-173].
والناس كلهم يولدون على الفطرة وينشأون عليها،ما لم تصرفهم عنها صوارف
الشر والضلال،من التربية على الكفر والضلال،ومن الأهواء ووساوس الشياطين،وشبهات المبطلين،وشهوات الدنيا،
وقد جاء في الحديث القدسي قوله تعالى-:
".. وأني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وأنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم
وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً.."
رواه مسلم(2865).من حديث عياض بن حمار رضى الله عنه. . الحديث.
وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله:
"ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه"
رواه البخارى(1359)،ومسلم(2658).من حديث أبى هريرة رضى الله عنه.. الحديث
فكما يتوجه هذا إلى كل إنسان مولود،يتوجه إلى أول إنسان وهو آدم عليه السلام،
من باب أولى،
فعقيدة التوحيد والخير والصلاح هي الأصل الذي كان عليه آدم عليه السلام،
والأجيال الأولى من ذريته،فكانوا على التوحيد الخالص.
أما الشرك والضلال فإنما هي أمور طارئة لم تحدث إلا بعد آدم عليه السلام،
بأزمان وأجيال،وعلى التدريج
فقد صح عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال:
"كان بين نوح وآدم عشرة قرون، كلهم على شريعة من الحق،فاختلفوا فبعث
الله النبيين مبشرين ومنذرين".
رواه الطبرى فى تفسيره(275/4).والحاكم(546/2-547)وقال:
هذا حديث صحيح على شرط البخارى ولم يخرجاه، ووافقه الذهبى،
وقال ابن تيمية فى(بيان تلبيس الجهمية 65/3):ثابت،
وقال الألبانى فى (سلسلة الأحدايث الصحيحة 854/7):صحيح
وإلى هذا تشير الآية في قوله تعالى-:
{كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ}
[البقرة:213].
أي:كانوا على الحق والهدى أمة واحدة على دين واحد-أول الأمر-
فاختلفوا فيما بعد.
كذا فسرها كثير من السلف.
راجع تفسير الآية السابقة فى (تفسير الطبرى 194/2-195).
و(تفسير ابن كثير 218/1).
وانظر(دعوة التوحيد- للدكتور محمد خليل هراس -ص:106-109).
وفي عهد نوح عليه السلام،كان الشرك سائداً في قومه،فكانوا يعبدون الأصنام
من دون الله،
لذلك قال الله تعالى-عن نوح:
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ أَن لاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللّهَ...}
[هود:25-26].
وبهذا يتبين قطعاً أن العقيدة السليمة والتوحيد الخالص هما الأصل في تاريخ البشر،
وأن الضلال والشرك والوثنية أمور طارئة بعد أحقاب من الزمان بعد آدم عليه السلام.
والله أعلم.
المصدر:مباحث فى عقيدة أهل السنة والجماعة لناصرالعقل-ص19
.................................
.................................
المبحث الثاني:
عقيدة التوحيد في دعوة الرسل عامة
إذا تأملنا قصص المرسلين التي وردت في القرآن الكريم،وما حدث لهم مع أممهم،
نجد أنهم اتفقوا جميعاً على دعوة واحدة،هي الدعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له، واجتناب الشرك،وإن اختلفت شرائعهم.
انظر(تطهير الاعتقاد-للصنعانى ص5)
بل إن مسألة الدعوة إلى التوحيد والتحذير من الشرك ووسائله هي القضية
الأولى التي جاء ذكرها في القرآن الكريم بين الرسل وأممهم،
قال الله تعالى-مخبراً عما أرسل به جميع الرسل:
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ}
[الأنبياء:25].
وقال تعالى-:
{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ}
[النحل:36].
وقال تعالى:
{يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ
إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ}
[النحل:2].
وإذن:فجميع الرسل كان أول وأهم ما دعوا إليه هو التوحيد،
توحيد الله بالعبادة وتقواه وطاعته وطاعة رسله.
وكما ذكر الله عنهم ذلك على سبيل التعميم،
فقد ذكر ذلك عن بعضهم على التفصيل:
فنوح عليه السلام، قال لقومه:
{يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}
[الأعراف:59].
وكذلك هود عليه السلام، قال لقومه:
{يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}
[الأعراف:65].
وصالح عليه السلام، قال لقومه:
{يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}
[الأعراف:73].
وإبراهيم عليه السلام، قال لقومه:
{اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ}
[العنكبوت:16].
فالدعوة إلى التوحيد،والتحذير من الشرك،وصحة العقيدة وسلامتها هما الأصل
الأول في دعوة المرسلين،من لدن نوح إلى محمد عليهم السلام،
وهذا هو الغاية الأولى التي بها تصلح كل شئون الدنيا والدين،
فإذا صحت العقيدة أذعن الناس لله وحده وأطاعوا رسله واستقاموا على شرعه
على هدى وبصيرة،ومن ثم يصلح كل شيء من أمورهم الدينية والدنيوية.
وهذا لا يعني أن الرسل لم يهتموا بإصلاح المفاسد الأخرى،ولا أنهم لم يدعوا إلى الفضائل الأخرى،بل جاءوا بشرائع ومناهج تسير عليها الأمم وتصلح شئون حياتها الدنيا،وأمروا بالمعروف والإصلاح والعدل،ونهوا عن المنكر والفساد والظلم،
وأمروا بكل خير وفضيلة، ونهوا عن كل شر ورذيلة تفصيلاً وإجمالاً.
لكن أعظم الفضائل توحيد الله تعالى-وتقواه،
وأعظم المفاسد الشرك بالله،وهو الظلم العظيم.
فكان ذلك أعظم أول ما أرسل الله به الرسل.
وهكذا كل دعوة لا تقوم على هذا الأساس -في أي زمان وأي مكان-
فإنها دعوة قاصرة وناقصة،
ويخشى أن يكون نصيبها إما الفشل،وإما الانحراف عن الصراط المستقيم،
أو هما معاً،
لأن هذا أصل عظيم من أصول الدين متى غفلت عنه الأمم وقعت في كارثة
الشرك والابتداع،
نسأل الله السلامة والعافية من ذلك.
المصدر:مباحث فى عقيدة أهل السنة والجماعة لناصرالعقل-ص22
__________________
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]